الأسد ملك الغابة
الأسد صاحب أصغر قلب في الحيوانات المفترسة ، وصاحب أكبر لقب في الغابة ، إذ هو ملكها دون منافس ، فلماذا استحق أن يكون ملك الغابة رغم وجود حيوانات لا تقل عنه قوة مثل الفيل والنمر ؟
يبدو أنه استحق ذلك بأخلاقياته ، إذ يندر أن يتصف غيره بما اتصف به الأسد فهو لا يأكل الجيفة ، وإذا افترس فريسة وكانت رائحتها كريهة لا يأكلها ، وهو لا يأكل شيئاً من فريسة الأمس ، إذا أكل وشبع لا يخفي ما بقى من طعامه كما يفعل النمر ، وإنما يتركها لغيره كي يأكل .
وللأسد زوجة يغار عليها ، وله أولاد يحرص عليهم كل الحرص ، ويتكون من الجميع أسرة ، وهو يعيش في بيته ( العرين ) داخل مستعمرة يحميها ولا يسمح لأحد بدخولها ، وتقوم الأسرة بحارستها حيث تبلغ مساحتها (100) ميل مربع ، يحد حدودها بالتبول على أطرافها .
وهو إذا نام فإن عينيه لا تنامان وإنما تظلان مفتوحتين ، رغم أنه يخلد للراحة مدة طويلة ، إذ ينفق فقط (4) ساعات باحثاً عن طعامه ن بينما يمكث بقية النهار متمطياً ، والحيوانات تعرف أنه لا يهجم على غيره إلا إذا كان جائعاً ، لذلك ربما ترعى وتلعب بالقرب منه ، وذلك أمر يدعو إلى الدهشة ! ، إذ كيف تعرف الحيوانات أنه جائع فتهرب منه ؟ وكيف تعرف أنه شبعان فتلهو وتلعب بالقرب منه ؟
سرعته :
والأسد يتميز بالسرعة في الجري ، إذ تصل سرعته إلى (80) كيلومتراً في الساعة ، وهي سرعة أكثر من الحصان ، لكنه في حالة الهجوم على فريسته تصل سرعته إلى (115) كيلو متراً في الساعة .
حيوان اجتماعي :
والأسد اجتماعي النزعة إذ غالباً ما يعيش في مجتمع صغير ويمارس حياته من خلال هذا المجتمع الصغير ، وهو أيضاً محب لوطنه قليل الترحال ، متمسك بالأرض التي يقيم عليها ، وإذا اضطر لتغيير المكان فهو كثير الحنين إلى موطنه ، وغالباً ما ينتهز الفرصة ليعود إليه .
حيوان مترفع :
وتدبير الطعام يسهم فيه الأسد ، ولكن غالباً ما يقع العبء على اللبوءة ن وفي الغالب أيضاً لا تأكل إلا إذا طعم الأسد منها وشبع ، وقام لينام ، فتقوم باقي الأسرة لتأكل .
شره :
والأسد شره كثير الأكل ، ويستهلك في الوجبة الواحدة قرابة الثلاثين كيلو جراماً من اللحم يومياً ، يعني يكفيه في العام الواحد حوالي مائة حمار وحشي وهو لا يأكل البشر إلا إذا كان جائعاً .
التكاثر :
وتضع اللبوءة واحداً إلى ثلاثة أشبال في البطن الواحدة بلا حركة تصدر منهم ، وتظل تحرسهم وعيونهم غير متفتحة ، حتى يأتي الأسد وينفخ في مناخرهم فتتحرك .
ومدة حملها ثلاثة أشهر ونصف ، وغالباً ما يكون الوضع في الربيع ، وتتعهد اللبوءة صغارها بالرضاع والعناية والحماية ، وتتحمل معاكستهم ووخز أسنانهم وتمرنهم على المشي وتمشي أمامهم مناغية بأصوات حنونة ن وتتكرر هذه الحركة حتى يستجيبوا لها ويتبعوها ، ويتبعها شبلها للصيد بعد (6) شهور ، ويرشد بعد (6) سنوات ، وغالباً ما يطرده أبوه من المجتمع ليكون له مجتمع خاص به ومتوسط عمر الأسد من (25) إلى (30) سنة .
ماكر :
والأسد إذا شم رائحة الصيادين فإنه يخفى بذيله معالم سيره حتى لا يتبعه الصيادون فيصطادونه .
طعام الأسود :
الأسد من الحيوانات التي تعتمد في غذائها على اللحوم ، والأسد يعتمد في كثير من الأحيان على اللبوءة في الحصول على الطعام ، لأنها أكثر خفة ورشاقة وقدرة على المواظبة في مطاردة الفريسة ، ومع ذلك فإن الأسود تأكل النصيب الأوفر من الصيد ، وأكثر عمليات الصيد تتم قبيل الفجر أو بالليل ، وعمليات الصيد بالنهار قليلة النجاح ، إذ قد لا يحصل على أكثر من فريسة من بين عشرين محاولة يقوم بها في وضح النهار ، وإذا زأر الأسد تشتد الحيوانات التي يطاردها في الهرب ، والحصول على الطعام بالنسبة للأسد ليس بالأمر الهين ، إذ يلاقي الكثير من الصعوبات من بعض الحيوانات المطاردة دفاعاً عن نفسها ، وكثيراً ما فقد أنيابه أو سقط في مياه عميقة أو في منحدر أعمق ، حين يكون مندفعاً بأقصى سرعة يطارد فريسته ، لذلك تقوم أحياناً علاقات بين الأسود فتخرج للصيد في جماعات ، وتتعاون في نصب الكمائن للفرائس وتتقاسمها في مودة ، أما إذا قلت الفرائس وندر الطعام فإن الروح الأنانية تحل محل التعاون ، ويصبح كل لا يفكر إلا في نفسه .