أصفهان
إحدى أهم مدن إيران و التي لا زالت تحتفظ بطابعها الأصيل , و كانت عاصمة للدولة الفارسية , و حكمها العرب من 640 إلى 931 و كانت تشتهر بالحرائر و الأقطان و لا زالت تشتهر بهما حتى الآن .
و في عهد السلاجقة ( 1000 – 1218 ) أضاف إليها الحكام ( ألب رسلان ) , و ملك شاه الكثير من الجمال و قُتل ملك شاه على يد السفاحين و الذين قاموا بتحطيم مكتبة المدينة الشهيرة في مسجد الجامع . و في عام 1235 وقعت أصفهان تحت الأسر المغولي , و في عام 1397 قام تيمورلنك بذبح 70000 من أبناء المدينة و علق جماجم رؤسهم علي المآذن .
و يبدأ العصر الذهبي لأصفهان عام 1598 عندما حكمها شاه عباس الأول ( 1586 – 1629 ) و جعلها عاصمة له , و كان يعاصر الملكة إليزابيث الأولى , و قرر أن يجعل أصفهان أجمل مدينة في العالم فخطط شوارعها و ميادينها الواسعة و بني أجمل ميانيها , و كانت مبهرة للسياح الغريبين , و لا زالت كذلك حتى القرن الثامن عشر .
و أفخم مبنى في أصفهان هو المسجد الكبير الجامع الذي يجمع حصاد 800 سنة من فن العمارة الفارسي الإسلامي بداية من القرن الحادي عشر إلى القرن الثامن عشر .
و يتوسط المسجد قبتان – و أكبرهما في الجنوب الغربي , و تقع فوق المحراب و هي أقدمها و بنيت عام 1080 حين بناها نظام الملك الوزير الأول لملك شاه .
أما القبة الصغري فقد بناها تاج الملك عام 1088 و يقال : إنها كانت من تصميم الشاعر و الرياضي العظيم عمر الخيام الذي كان يعيش في أصفهان في ذلك الوقت . لقد عاشت هذه القبة الجميلة إلى الآن , و لم تتأثر بأي هزة أرضية أو تصاب بأي تصدع أو تشقق و يرجع الفضل في ذلك إلى الحسابات الدقيقة و المتكاملة التي أعدت لها . و لا زالت كلتا القبتين تحتفظان بتصميمهما الطوبي الأصيل .
و قد بنى الجامع حول فناء مركزي و استخدم في ذلك أنواع عديدة من الطوب خاصة في الممرات و الأقواس في المدخل الجنوبي .. و قد زينت الأعمدة بالديكورات و تحمل طابع الفن المعماري للسلاجقة , و قد أضيفت بعد ذلك إضافات و امتدادات على مر العصور . أما أكبر مباني شاه عباس في أصفهان فإنها تحيط بالمربع الملكي جنوب مسجد الجامع .
و مساجد أصفهان آثار فخمة و رائعة , فهي آثار سياسية و فنية و معمارية و دينية . و قد استخدم البناءون فيها ثلاثة عناصر أساسية : الأقواس الحجرية , و القباب , و الأقواس التي يبني فوقها .