الحاجز المرجاني العظيم

32

وهو عبارة عن سلسلة من الصخور والشعب المرجانية ، التي تتكون من حوالي 2500 صخرة وعدة جزر صغيرة ممتدة على طول الساحل الشمالي الشرقي لاستراليا، وهو أكبر حاجز مرجاني في العالم.

يمتد هذا الحاجز العظيم أكثر من 1243 ميلاً(2000 كيلومتر) عبر الساحل الشرقي لاستراليا ليبدأ من توريس عند قمة القارة الشمالية لينتهي عند الجنوب في كابريكورن الاستوائية. إن اسمه يوحى بأنه حاجز أو سد، ولكنه تكوين طبيعي مدهش معقد يتكون من كتل من صخور المرجان ( وهو حجر قرنفلي أو أحمر، عادة، يتشكل من الهياكل العظيمة لبعض الحيوانات البحرية الصغيرة )، وبرك ضحلة، وجزر صخرية، وقنوات، وطمي، وكل هذه المجموعات تسمح بالمعيشة والحياة لأنواع كثيرة من الكائنات تحت سطح الماء، تشكل كل هذه المكونات مساحة قدرها 200 ميل مربع (320 كيلومتراً مربعاً)، ويكون الحاجز معظم الحافة الشرقية لقارة استراليا مما يجعل لها حاجزاً طبيعياً.

ويرتفع على سطح الحاجز مجموعة من الجزر الطميية تكونت نتيجة تجمع الرمال والنفايات المرجانية المختلفة من النباتات والبذور التي تحملها الطيور والبحر والرياح.

وتهبط الأمطار الكثيفة على الحاجز في شهري نوفمبر وفبراير، وأحياناً يرتطم الحاجز يتجمعان الصخور المرجانية والتي ينتج عنها موجات عارمة تقذف بالصخور المرجانية الصغيرة إلى عمق البحر.

ويعد هذا الحاجز مصدراً ومنبعاً طبيعياً متجدداً للصخور المرجانية الطبيعية، حيث يحتوى على ملايين المعسكرات من هذه الثروة الطبيعية الخلابة، وتعيش الحيوانات المائية الدقيقة والتي تجعل لنفسها حامية طبيعية داخل هذه الصخور المرجانية والتي تنقسم وتتفرع إلى أشكال عديدة. وينمو الحاجز ويكبر ويتضخم عندما تتزايد هذه المعسكرات المرجانية جيلاً بعد أخر، وهى تنمو تجاه السطح.

إن النمو المتزايد والتغير المستمر الذي يطرأ على الصخور المرجانية لهذا الحاجز يخلق بيئة وحياة بحرية مدهشة تتكون من الإسفنج، والشقار (شقائق النعمان)، الديدان البحيرة، الطحال، المحار، أبو جلمبو والجمبري والأصداف الصفراء (التي تستخدم كعملة في بعض البلدان الإفريقية) – والقنافذ البحرية والأسماك النجمية، والسلحفاة النهائية وهي أسماك بحرية ضخمة، وعديد منم الأسماك ذات الأشكال والأنواع والألوان المختلفة – كل هذه المخلوقات بالإضافة إلى آلاف غيرها من الكائنات الأخرى دقيقة تكون شبكة بيئية بحرية معقدة تحير ألباب وعقول المتخصصين في الأحياء البحرية.

ويعد هذا الحاجز العظيم أحد عجائب الدنيا الطبيعية – وإلى زمن قريب لم تكتشف كثير من أسراره بسبب خطورة الوصول والإبحار إليه، فظل محمية طبيعية فترة طويلة من الزمان، إلا أن التطور العلمي الحديث يهدد حياة ومستقبل هذه المحمية الطبيعية، فقط بدأ استخدام بعض جزره المرجانية كسماد جيرى.

وتكمن الزيوت والمعادن تحت سطح هذا الحاجز العظيم، وقد أدى ذلك إلى حدوث الانفجارات .

وقد بدأت الفلاحة والصناعة والحياة الحديثة على ساحل البحر وبدأ الزحف البشرى إلى البحر، ويجمع السائحون الأصداف المرجانية النادرة من الساحل البحري، ولاشك أن هذا النشاط البشرى سيغير من الحياة البيولوجية وتوازنها في هذه المنطقة مما يشكل خطراً داهماً عليها اختفت السمكة النجمية بسبب أصابها من جوع.

إن جهوداً كبيرة تبذل لجعل هذه المنطقة محمية طبيعية وحفظها كمثال نادر وفريد للحياة البحرية غير العادية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.