الحوت أكبر الكائنات الحية
الحيتان الجزر المتحركة
يحكى أن بحارة كانوا يركبون زورقهم ، وأرادوا أن يستريحوا فرأوا جزيرة صغيرة فنزلوا عليها ، وتناولوا طعامهم بعد أن استراحوا بعضاً من الوقت ، ثم أشعلوا نيراناً صغيرة يحتاجون إليها ، فإذا بالجزيرة تهتز من تحتهم ، إذ إن الجزيرة لم تكن سوى حوت كبير نائم ، لم يستيقظ إلا حين لسعته النيران .
قد تكون قصة مبالغاً فيها ولكنها تشير إلى ضخامة حجم الحوت ، فلحوت الأزرق يبلغ طوله أكثر من (( 22)) متراً ، وقد يزيد وزنه على (175) طناً ، ووزن لسانه فقط ( 3) ثلاثة أطنان ، ووزن قلبه ثلاثة أرباع الطن ، رغم أنه لا يدق في الدقيقة إلا سبع مرات ، فدقات قلوب الكائنات تقل كلما زاد حجمها ، وبذلك فإن أقل دقات لقلب كائن حي هي دقات قلب الحوت ، لأنه أكبر قلب لأكبر كائن حي ، أما معدته فتزن نصف الطن ، وتزن عضلاته (50) طناً ، أما عظامه فتزن (20) طناً ومولوده هو أكبر مولود في الحيوانات جميعاً ، إذ يصل وزنه (2) طن وفي السنة الأولى من عمره يصل حجمه إلىة حجم أمه ، حقاً ما أكبر الحيتان إنه أثقل من الفيل (25) مرة .
ليس سمكاً … كيف يختلف عن الأسماك ؟
والحوت ليس من الأسماك وإن كان يبدو مثلها في ظاهره ، إذ للحيتان شعيرات غليظة صلبة على أنوفها ، ولها رئات تتنفس بها في الهواء وليس خياشيم كما للأسماك ، وأمهاتها ترضع أطفالها بعد أن تلد ( ترضعها 7 شهور ( بلبنها الأبيض الذي يشبه لبن البقرة .
كيف تتنفس ؟
تسبح الحيتان تحت سطح الماء مباشرة لحاجتها إلى أن تطفو إلى سطح الماء كي تتنفس فتطرد الهواء الفاسد وتأخذ غيره عبر فتحة في أعلى الرأس محدثة صوتاً ، وراشة الماء عالياً ، والأكسجين الموجود في دم الحوت يتيح له أن يبقى مدة طويلة تحت الماء .
كيف تأكل الحيتان ؟
يسبح الحوت مفتوح الفم فيدخل الماء الذي يحمل ملايين الأسماك والحيوانات الصغيرة والنباتات ، يم يخرج الماء لكن بعد أن يكون الحوت قد أمسك طعامه .
حواسه :
حاسة الشم منعدمة عند الحيتان ، وحاسة البصر ضعيفة ، أما الحواس الثلاثة الأخرى اللمس والتذوق والسمع فهي قوية ، وتتفاهم بأصوات أشبه بالصراخ ، تسمعها من مسافات بعيدة ، وبعض هذه الأصوات ضعيفة لا يسمعها إلا الحيتان .
هجرته :
تقوم الحيتان بهجرات طويلة ، فمثلاً يقوم الحوت الأحدب بالرحلة من البحار القطبية إلى بحار المنطقة الاستوائية خلال فصل الشتاء ، ثم يعود إلى موطنه بعد انتهاء فصل الشتاء حيث يكثر الغذاء .
مغناطيس في رأسه :
ولقد شغل العلماء بهذه الظاهرة ( الهجرة ) ، وقد اكتشفوا أن رأس الحوت به مغناطيس صغير يعمل بالتجاوب مع مغناطيس الكرة الأرضية الرئيسي ، ولذلك فإن الحوت لا يخطئ اتجاهه في البحر ما دام المغناطيس سليماً ولا يضل الطريق إلا إذا تلف هذا المغناطيس ، ومهما كانت الظروف الجوية أو المناخية صعبة ورغم كثرة التيارات المائة أو الأعاصير العنيفة سواء بالليل
أو في النهار ، فإنه يقطع عدة آلاف من الأميال ذهاباً وإياباً.
صيد الحيتان
منذ القرن التاسع الميلادي بدأ الإنسان يصيد الحيتان بمراكب صغيرة تطورت إلى أساطيل قوية في العصور الحديثة كان يراقبها عن طريق تنفسها فكان يصيح ( إنها تنفخ … أنها تنفخ ) حين كان يرى نافورة المياه المنبعثة من الحوت ، وكان يحتاج إلى زيته وشحمه لاستخدامه في الإنارة والشمع والطباعة والدباغة ومستحضرات التجميل .
وكان اختراع سفن فويد ذات المدافع ( الحرية المتفجرة ) عام 1868 م بالنرويج سبباً في كثرة صيد الحيتان ، مما هدد بانقراضها فتشكلت لجنة الحيتان الدولية من الدول الصائدة للحيتان ، وهي اليابان ( أكثر الدول صيداً واستهلاكاً لها ) وروسيا والبرازيل وإيسلندا وكوريا الجنوبية والنرويج وبيرو للإبقاء على نظام صيد الحيتان في مواجهة أنصار حماية البيئة اليدن يطالبون بوقف صيد الحيتان أو تحديد حصة للدول الصائدة التي تستعمل الآن الطائرات الهليوكوبتر والكاشفات الإلكترونية .
الحوت الماكر
من الحيتان نوع يقال له ( موفي ) ضعيف الجسد قليل القوة ، إذا جاع خرج إلى الشاطئ فاستلقى على الرمل وأقام شوكة في رأسه ، فإذا رآه حوت آخر جاء إليه مسرعاً ليأكله ظاناً أنه ميت فيدخل بطنه تلك الشوكة فيقتله بها ويأكله .
وإذا حاول الصياد أن يصطاده ، فإنه يدافع عن نفسه بهذه الشوكة ، إذا أصابت يد الصياد تؤذيه فيترك صيده ، أما إذا أصابت السنارة أضلاع الحوت فإن الظلمة تغلب على بصره ويموت من ساعته .