كهف فنجال
تعودنا دائماً أن نرى مظاهر الطبيعة كالجبال و الهضاب غير متناسقة و غير منتظمة , أما أن نري أحدها و قد ظهر غاية في الدقة كما لو شيده و أشرف عليه عباقرة الهندسة و البناء , فهذا ما يدعو حقا للدهشة و العجب ..
و كهف فنجال أحد هذه المظاهر التي تدعو إلى الدهشة و هو كهف بحري من حجر البازلت في جزر هبريديان على الساحل الغربي لاسكوتلندا , و هو أشهر مثال لفن الهندسة المعمارية الطبيعية . و تشير الدراسات الجيولوجية إلى أن الجرف البازلتي عند منحدر الشاطئ و الذي ينحدر رأسيا إلى أعماق البحر قد تشكل إلى أعمدة سوداء و بنية على هيئة صفوف كونت في النهاية كهفا واسعا على جانب المنحدر الساحلي , و تحمل الأعمدة فوق قمتها كتلة من البازلت على شكل الأسفنج , و يغطي كل عمود من الخارج ما وصفه الزوار علي مدي ثمانية عشر قرنا ( رواسب كلسية صفراء ) و التي تمتد بين عمود وآخر بما يشبه المعابد اليونانية القديمة .
و لقد اكتسب كهف فنجال شهرته في أوروبا في نهاية القرن الثامن عشر عندما زاره السير جوزيف بانك رئيس الجمعية الملكية في عام 1772 , حيث أعجب هو و من معه بهذا الكهف عندما كان في طريقه إلي أيسلندا , حيث بدأ الكهف كأثر طبيعي لا دخل للإنسان فيه . أما فنجال فهو شخصية أسطورية أو خرافية , يفترض أنه بطل الشعر باللغة الفيلية – و هي لغة في إيرلندا و المرتفعات الاسكوتلندية – و يفترض أيضا أنه عاش في القرن الثالث بعد الميلاد .
إن الربط بين ظاهرة كهف فنجال الطبيعية , و المراجع الشعرية هو شئ من قبيل التزوير و التلفيق , أو التهم الرومانسية , و لكن حقيقة الأمر أن الكهف جذب انتباه كثير من الزوار كالشعراء و الرسامين و الموسيقيين , و أثرياء العالم كالسير روبرت بيل و الذي سماه الكهف الذي لم تصنعه الأيدي – كما جذب أيضا انتباه الموسيقار العالمي مندلسون ( 1809 – 1847 ) و الملكة فيكتوريا و الأمير ألبرت و آلاف من المسافرين عبر أوروبا .