مدينة سيدنى
أنشئت لتكون سجناً للمجرمين والأشخاص غير المرغوب فيهم في بريطانيا.. ثم بدأت بعد ذلك تستقبل كثيراً من المهاجرين خصوصاً من بريطانيا وأيرلندا، خصوصاً أولئك الذين يحلمون باكتشاف مناجم الذهب.. ثم ما لبثت سيدنى أن أصبحت باب استراليا الرئيسي، وأكبر وأهم مدنها، ومركزها الاقتصادي، وهى أيضاً عاصمة ولاية (نيو ساوث ويلز).. فكيف كان ذلك؟
في عام 1788 وصل الأسطول البحري البريطاني إلى سواحل (ويلز) الجنوبية الجديدة لإنشاء معتقل أو سجن في خليج بوتاني والذي اكتشفه كابتن كوك قبل ذلك بثماني سنوات، إلا أن القائد البريطاني كابت فيليب أرسل مستطلعيه إلى الساحل للبحث عن الماء العذب وسرعان ما اكتشفوا ميناء طبيعياً (جاكسون)، وقد وجدوا أن ذلك المكان أفضل كثيراً ي تستقر في قافلته الجديدة متجاهلاً بذلك الأوامر الصادرة إليه بأن يعسكر في خليج بوتاني، وكان ذلك المكان الجديد يسمى (البيون) وهو ما يعرف حاليا باسم سيدنى نسبة إلى الفيكونت سيدنى الأول الذي كان مسئولاً عن شئون المستعمرة، ولقد أصبح الميناء الآن بعد مرور مائتي سنة أكبر مدينة في استراليا، بل وأكبر المدن في نصف القرة الجنوبي ويبغ عدد سكانه 3700000 نسمة.
ويقع الميناء على المحيط الهادي عن طريق ممر صخري ضيق يبلغ طوله أقل من مبل ( 2كيلومتر)، أما طول الساحل نفسه فيبلغ 139 ميلا (224 كيلومتراً)، ويمتد الميناء جنوباً من المحيط الهادي حتى نهاية باراماتا غرباً.
و يقتظ الميناء بكثير من المباني الحديثة والأبراج العالية والمساحات الخضراء وحمامات السباحة والأنفاق تحت الأرض وأماكن لرسو (الياخت) والحدائق الغناء والأسواق الثرية، ثم طرق التلفريك التي تمتد عبر الأجواء.
ودار الأوبرا من أشهر المباني في سيدنى ويعتبرها الكثيرون أعظم أبنية القرن العشرين، وقد شيدت بالصلب والزجاج والخرسانة الفضية اللامعة، وتطل على الميناء مباشرة، وقد يبدو للناظر من أول وهلة أن البناء يقع في دائرة المحيط، وهو يشبه الياخت الكامن في وسط الماء وله أجنحة مميزة تشبه الفراش.
وإذا تجولك بداخل الأوبرا فستشعر وأنك بداخل كهف منحوت وقوقعة نصف شفافة معقدة التركيب، ويحتوى مبنى الأوبرا على المطاعم والمقاهي وصالة للمسرح وحجرات للموسيقى، ويمكن أن يسع لأكثر من ستة ألاف شخص.
وإذا اتجهت قليلاً غرب سيدنى فستجد كوبري سيدنى العملاق المصنوع من الصلب يمتد ليربط شرق المدينة بغربها وقد أنشئ عام 1932 بطول يبلغ 3766 قدماً (1148 متراً)، وأقصى نقطة ارتفاع له تعادل 437 قدماً (133.3 متراً) فوق سطح البحر، وقد أصبح جسر الميناء هذا علامة مميزة لميناء سيدنى وأكسبها شهرة عالمية.
وتعتبر سيدنى أحد أهم المراكز الصناعية في استراليا، وتضم منتجاتها الصناعية: الآلات والمركبات (السيارات)، الملابس، المنسوجات (أكبر مركز لإنتاج الصوف في العالم).. وفى سيدنى ميناءان مهمان، أحدهما في منطقة (سيدنى هاربر) والأخر في منطقة (بوتاي باي) ويصدر منهما أهم صادرات استراليا وبخاصة : الصوف، ومنتجات الألبان، والبيض، والفاكهة، واللحوم.