الاحتفال بالذكرى المئوية للزواج

لعل القبطان البحري الدانماركي  _ آج كارلسون _ من مدينة _ آلبورغ _ صُب في قالب فريد من نوعه ، يصعب أن يوجد له مثيل وقد بدا ذلك بكل براءة عندما تزوج بطلنا سنة 1811 ، وهو في سن العشرين وكان للزواج تأثير غريب عليه .

فقد استولت عليه رغبة التجول ، وفاتح عروسه بذلك  ، وقام بينهما جدل طويل ، ولكنها لم تقتنع بمشاطرته حياة التسفار تلك ، ولم يشأ أن يقف في طريق سعادتها ، فطلقها قائلاً لها بنبرة تنضح بالإيمان ” سأبقى على حبك إلأى الأبد ! ولكنك ما دمت لا ترغبين في أن تجولي معي البحار السبعة فإنه من الانصاف أن أمنحك فرصة للعثور على السعادة مع من سيخلفني في حياتك ” وغادر _ آج _ الدانمارك سنة 1811 ولم يُسمع عنه شيء طوال ما تبقى من القرن التاسع عشر .

ولكن مع بزوغ فجر القرن العشرين بلغت زوجه السابقة شائعات تتحدث عن بقائه على قيد الحياة ، وعن تصميمه على العودة إلى وطنه الأم للاستقرار فيه ، وعاد _ آج كارلسون_ إلى مسقط رأسه _ آلبورغ _ سنة 1903 ، وقام بزيارة زوجته السابقة التي لم يراها طوال اثنتين وتسعين سنة .

فاستقبلته بكل احترام وتحفظ ولما علم أنها لم  تتزوج قط ، خر أمامها وطلب يدها مجدداً بعبارات حب حارة جعلت مقاومتها تتلاشى ، وعادا فتزوجا سنة 1903 وعاشا حتى احتفلا بحدث قلما يحدث في الحياة الزوجية ، وهو الذكرى المئوية لزواجهما الأول ، وقد توفيا بعد سنة من ذلك الاحتفال .

Comments (0)
Add Comment