تاهيتى

لا توجد جزيرة في المحيط الهادي تحظى بمثل ما تحظى به جزيرة تاهيتى من انطباع عظيم في مخيلة الغرب.
أكبر مجتمع جزري في جنوب المحيط الهادي. لقد كانت بمثابة الجنة في الأرض لهؤلاء البحارة الأوروبيين في القرن الثامن عشر بعد ستة شهور قاسية من الإبحار إنها أرض بركانية خصبة. ويبلغ طولها حوالي 33 ميلا (53 كيلومتراً) وتغطى مساحة قدرها 400 ميل مربع (1036 كيلو متر مربع). وتنقسم تاهيتى إلى قسمين، الجزء الأكبر جبلي ودائري، وفى وسطه قمة عالية تسمى أوروهينا والتي ترتفع إلى 7333 قدماً (2235 متراً). أما الجزء الأصغر – والذي يتصل بالجزء الأكبر عن طريق مضيق ضيق في الجنوب – فيسمى تاهيتى الصغرى وهو جزء بيضاوي. ومعظم الجزيرة محاط بالأعشاب المرجانية البحرية حيث تستطيع القوارب والسفن أن ترسى بأمان.

ومنحدر الجبال في جزيرة تاهيتى مغطى بالغابات ذات الأشجار الاستوائية الكثيفة حتى تصل إلى مساحات واسعة خصبة من الشاطئ ينمو عليها محاصيل غير عادية من أشجار النخيل، وأشجار الفاكهة. وعلى الرغم من أن الجو حار ورطب إلا أن شلالات المياه تجعل الهواء منعشاً نقياً وتنمو الزهور والفاكهة في كل مكان.

وأول أوروبي وصل إلى تاهيتى كان في عام 1606 ثم طويت في بحر النسيان لمدة 150 عاماً حتى أعيد اكتشافها عام 1767 بواسطة الإنجليزي صامويل واليز وادعى تبعيتها إلى إنجلترا. وفى العام التالي ادعى لويس دى بوجانفال أنها تابعة لفرنسا. أما الأوروبي كابتن جيمس كوك فوصل إليها عام 1769 واستطاع أن يمكث فيها لمدة ثلاثة شهور.

لقد بدت تاهيتى لكوك ورجاله على أنها مجتمع شبيه بالقطعة الموسيقية أو القصيدة الشعرية. لقد كان رجالها يتمتعون بالطول، ونساؤها يتمتعن بالجمال الباهر. لم يكن مواطنو تاهيتى فى حاجة إلى العمل فالمطاعم موجود بوفرة من حولهم، الأسماك والفاكهة في متناول الأيدي. لقد كان شغلهم الشاغل المرح وقضاء أوقاتهم على دقات الطبول الشعبية. ولاشك أن لهذه الحياة المترفة مضاعفاتها فقد انقسم المجتمع إلى طبقات وأقحم المجتمع في حروب أهلية عديدة.

وعندما وصل كابتن وليم إلى تاهيتى عام 1788 ومكث فيها خمسة أشهر استطاع أن يجمع بذور أجمل الفواكه وينقلها إلى غرب الهند، وترك الجند في تاهيتى الذين أشاعوا فيها الفساد الجنسي، وانتشرت الأمراض الجنسية وتعاطي الكحوليات وأصبحت تاهيتى الآن مرتعاً خصباً لنزوات الأوربيين، إلا أنها مازالت من أجمل جزر العالم!

 

Comments (0)
Add Comment