خلجان النرويج

لعل الاسم العلمي لهذه الخلجان هو “الفيوردات”، والفيورد هو مدخل أو ذراع ضيق طويل في ساحل البحر تجده عامة جوانب مرتفعة. ونظراً لوجود الفيوردات على طول أطراف الأقاليم الجبلية التي كانت عرضة في الماضي للحت الجليدي، فمن المعتقد أن تكون هذه الفيوردات ترجع إلى الوقت الذي كانت فيه الأنهار الجليدية تشق طريقها نحو البحر، ومن ثم حفرت لنفسها ودياناً عميقة خانقية إلى أقل من مستوى سطح البحر فطغت مياهه على أطرافها الدنيا.. ولعل أحسن الأمثلة على الفيوردات تلك التي توجد على سواحل النرويج وجرينلاند.

وخاجان النرويج، تلك الوديان الغارقة في مياه البحار والتي تشق طريقها عبر أراضي ساحل النرويج المتعرجة، هي واحدة من أروع مشاهد أوربا الشمالية، ومنذ مئات الملايين من السنين (من العصر الكمبري – حتى العصر السليوري) كانت غالبية أراضي النرويج مغمورة تحت مستوى سطح البحر، ثم انطوت الأرض وتجعد لتصنع نظاماً جبلياً يستمر مع جبال كاليدونيان في اسكوتلاندا، وفي الحقبة الثالثة والتي بدأت منذ 65 مليون عام انطوت الأرض أكثر وظهرت جبال النرويج، خاصة بطول الساحل الغربي وهو نفس النظام الذي ظهرت به جبال العالم الكبرى .

لأنهار النرويج خاصية غريبة، فهي قادرة على إحداث تآكل لما حولها، فهي تخترق الخطوط الضعيفة في الجبال صانعة بذلك ممرات وأودية ضيقة على شكل حرف )V( على الساحل، وترتفع الحوائط الصخرية للمضيق مئات الأمتار فوق سطح الأرض.

ولساحل خلجان النرويج تاريخ طويل يتعلق بتاريخ البلد نفسها، فعلى ضفاف الخلجان انتشرت الحياة واتصلت المجتمعات منذ العصور الوسطى حيث وحد بينهم الملك هارالد هارفارج في القرن التاسع. لقد ساعدت طبيعة النرويج البحرية جعل مواطنيها من أقوى شعوب العالم تعاملاً مع البحار.

Comments (0)
Add Comment