تعتبر سمرقند من أهم المدن في جمهورية أوزبكستان , و التي تقع شمال أفغانستان بأسيا الوسطى الإسلامية , وهي مدينة قديمة منذ القرن الرابع قبل الميلاد عندما أطلق عليها الإسكندر الأكبر ماراكاندا , و تقع المدينة في موقع متميز في وادي نهر زيرافشان الخصب على بعد 180 ميلا ( 290 كيلو مترا ) من الجنوب الغربي لطشقند بين الجوانب الغربية لجبال آلي .
و قد كانت سمرقند واحدة من أهم المحطات الرئيسية على طريق الحرير في جبال تيان شان بين الصين و أوربا .
و تنفصل مدن سمرقند الحديثة و القديمة عن بعضها البعض بواسطة قلعة و جزء منحفض في الرض .
و قد أصبحت المدينة الحديثة من أهم المدن الصناعية منذ الثورة الروسية , أمامدن سمرقند القديمة فلا زالت قائمة حتي الآن , حيث جعلها القائد المغولي تيمورلنك عام 1370 عاصمة له . و على الرغم من أن هذا القائد كان عنيفا و قد اشتهر بالتدمير , إلا أنه كان محبا للفنون و الآداب , لذا فقد جلب إلي سمرقند الكثير من الشعراء و الأدباء ليجعل منها مدينة جميلة و رائعة .
و على الرغم من أن المباني التي شيدت في عصر تيمورلنك كانت بسيطة إلا أن جدرانها و أراضيها كانت مكسوة برقائق الفين و المطاط ذات ألوان و اشكال عجيبة , و أهم مثال لذلك مقبرة تيمورلنك نفسه و التي شيدت في بداية القرن الخامس عشر , أما المباني الأخري فأهمها مدارس تدريس القرآن الكريم و التي تمثل ثلاثة أضلاع لميدان الريجستان الشهير , و يذكر المؤرخون أن معظم هذه المنشآت التي شيدها حفيد تيمورلنك و كان مولعا بعلم الفلك و يدعى أولوج بيك الذي جعل من سمرقند مركزا للعلوم والفنون .
و كان بيك مولعا بعلم الفلك و لذا قام بإنشاء مرصد على ضواحي المدينة يمكنه من تحديد مكان 922 نجما و كان ذلك للمرة الأولي بعد بطليموس , و لا زالت بقايا هذا المرصد موجودة حتى الآن و يمكن رؤيتها .
و بعد وفاة بيك و معاونيه أضمحلت سمرقند تدريجيا و كادت تكون خالية من السكان تقريبا , إلا أنها انتعشت مرة أخري في القرن الثامن عشر عندما كانت تحت خكم الصينيين ثم تحت حكم أمير بخاري . و بعد معركة مريرة اخذها الروس عام 1868 م إلى أن استقلت أوزبكستان عن الإتحاد السوفيتي بعد تفككه , و أصبحت جمهورية مستقلة . و لا زالت مدينة سمرقند تعيش و تزدهر على بقايا حضارتها الآسيوية .