كهوف ويتومو هي كهوف قومية في نيوزيلاند تقع على بعد 120 ميلا (193 كيلومتراً) جنوب أوكلاند في شمال ايزلاند وهى تختلف كثيرا عن باقي كهوف العالم الحجرية وأشهرها الكهف الكولبي المتوهج.
ويمكن الوصول إلى هذه الكهوف عن طريق ممر مزود بالأشجار الضخمة والتلال الجذابة – ولا يتوقع الزائر أن تحت قدميه يقع كهف العالم الساحر وقد أضئ بملايين من النقاط اللولبية المتوهجة.
لفظ ويتومو يعنى في لغة شعب نيوزيلاند (لغة الماووريين) نهر الحياة الجوفية تحت الأرض. ولقد استرعى الكهف الانتباه عندما أبحر إليه مواطن نيوزيلاندي في القرن التاسع عشر عندما عبر النهر على متن طوف أرمت (خشب يشد بعضه بعضاً ويتركب في البحر) مصنوع من أغصان وأوراق نبات الكتان النيوزيلاندى.
والآن يدخل السياح الكهف خلال باب صغير بجانب التل يرتفع حوالي 59 قدماً (18 متراً) فوق النقطة التي ينساب منها إلى الكهف. ويوجد بداخل الكهف كثير من الشرفات والحجرات والرواسب الكسية (حلمات) مدلاة من سقف وأرضية الكهف وكلها تدعو إلى الدهشة والإعجاب لأنها تختلف كثيراً عما في الكهوف العادية. وفى النهاية ينتهي المطاف على شكل طريق منحدر إلى الأسفل ليصل إلى بحيرة يسقفها قباب وأقواس حجرية.
وداخل الكهف سكون وظلام تام كأنك في صالة عرض سينمائي .
وعندما ينظر السائح لأعلى ناحية السقف عند نقطة الخروج – سالفة الذكر – يرى وكأن نور الفجر ينبثق من بين الظلام، حيث يبدو كلون أخضر فاتح مائل للزرقة بشكل لولبى متعرج يرتفع عن سطح الأرض 50 قدماً (15 متراً)
ويضاء الكهف من الداخل بواسطة نجوم تتلألأ في السقف، فيبدو كأنه كوكب طبيعي. وهذه النجوم عبارة عن شبكة محببة مثل نسج العنكبوت تلتقط الضوء من هذه النجوم الخضراء – المزرقة (إنها في الحقيقة لولبيات أو حلزونات ويتومو المتوهجة).
وهنا المفاجأة: إن هذه اللولبيات أو الحلزونات المتوهجة ما هي إلا ديدان.
نعم ديدان (حوريات) متوهجة للبعوضة النيوزلاندية والتي تعيش في الأماكن الرطبة المظلمة، ليس في الكهوف فقط ولكن في جميع أنحاء نيوزيلاندا. إن الحورية متوهجة حقيقة. وهى ليست كالدودة الأوروبية المتوهجة التي هي في الحقيقة خنفساء. وتستقر الدودة (الحورية) داخل سرير من الخيوط معلق كالأرجوحة يتدلى من سقف الكهف حيث ينبعث منها حوالي عشرون خيطاً متوهجاً.