نهر الأردن

بالرغم من أن نهر الأردن ليس طويلا ولا كبيرا إلا أنه نهر مشهور , و يبلغ طوله ابتداء من منابعه في سوريا و لبنان ثم حوالي 224 ميلا ( 360 كيلو مترا ) عابرا خلال فلسطين و المملكة الأردنية الهاشمية , ثم ينتهي في البحر الميت , و هو نهر كثير التعاريج خاصة في الجزء الأخير من منبعه , فإذا حذفت منه هذه التعاريج أصبح طوله يقل عن 124 ميلا ( 200 كيلو متر ) و ذلك من منبعه حتى المصب .

و يعتبر نهر الأردن أكثر أنهار العالم انخفاضا و أكثرها انحدارا , إذ أنه ينحدر من ارتفاع حوالي 259 قدما فوق سطح الماء ليصل إلى 286 قدما تحت سطح البحر ( يقدر الانحفاض في المتوسط بمقدار 4 أقدام للميل الواحد ) .

تبدأ ينابيع النهر الغليا في الركن الجنوبي الشرقي لجبل الشيخ , الذي ترتفع قمته نحو 2800 متر , مما جعل الثلوج تتراكم فوقها معظم أيام السنة , فتبدو للناظر من بعيد بيضاء لامعة كشيبة الرجل المسن , و ربما كان هذا سببا في تسمية الجبل باسم ( جبل الشيخ ) ! .

و أسفل هذا الجبل يتدفق العديد من الينابيع التي تغذيها مياه الأمطار المتسربة إلى جوف الصخور في فصلي الشتاء و الربيع . . و تتجمع مياه هذه الينابيع في ثلاثة أنهار صغيرة هما : ( بانياس ) و ( دان ) في الأرض السورية , و نهر الحصباني في جنوب لبنان ..

تلتقى هذه الأنهار شمالي فلسطين لتصب في بحيرة ( الحولة ) تلك البحيرة التي لم يعد لها وجود الآن , إذ قام اليهود بردمها و تجفيفها و باء المستوطنات فوق أرضها ! ! .

بعد ذلك يشق النهر طريقه نحو الجنوب في سهل سريع الإنحفاض , وادي الأردن , ( وهو بداية أعظم واد بركاني بركاني يمتد خلال البحر الأحمر إلى شرق إفريقيا ) ليصل إلى بحيرة طبرية حيث ينخفض 902 قدم تحت سطح البحر و ذلك خلال مسافة 7 أميال فقط .

و بعد بحيرة طبرية يضيق مجرى النهر مرة أخري و يستقبل اكبر روافده و هو نهر اليرموك و الذي يضاعف من كمية المياه في النهر .

نهر اليرموك أكبر روافد نهر الأردن , و أغزرها ماء , إذ تغذيه ينابيع كثيرة ..

و قد قامت الحكومة الأردنية بتحويل معظم مياه هذا الرافد في قناة صناعية تسمى أراضي منطقة الغور , و هي أهم المناطق الزراعية هناك . ينطلق النهر بعد ذلك باتجاه الجنوب ليلتقي عدددا من الأنهار الصغيرة قليلة الماء , مثل نهر ( الزرقاء ) الذي ينبع من هضاب شرق الأردن , و نهر ( القارعة ) الذي ينبع من المرتفعات الفلسطينية . .

فيما مضى كان نهر الأردن غزير المياه , يغرق مساحات كبيرة من الأراضي على جانبيه بسبب فيضانه و كثرة مياهه . . أما الآن فقد أصبح النهر عبارة عن جدول صغير يستطيع الإنسان عبوره على قدميه لقلة ما يجري فيه من ماء مالح ! ! و لكن من أين هذا الماء المالح ؟ !

إنه عمل اليهود قاتلهم الله . . لقد حولوا منابع النهر العذبة إلى الشمال من بحيرة طبرية بواسطة قناة حفروها داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة لتسقي مستوطناتهم في صحراء النقب جنوبي فلسطين , و لذا صارت منابع نهر الأردن تعتمد على عيون مالحة تنبع من قاع بحيرة طبرية ! ! و بعيدا تحت سطح البحر , يأخذ النهر مساره المتعرج باتجاه مصبه في البحر الميت .

و قبل أن يصل نهر الأردن في البحر الميت ليصنع دلتا واسعة قليلة الانحدار و على يساره سهل المواب , و هذه نهاية المطاف , حيث لا يوجد مفر لمياه النهر إلا أن تتبخر و تصعد إلى الهواء بفعل حرارة الشمس و ترتفع ملوحة مياه البحر الميت .

Comments (0)
Add Comment