يعتبر نهر الأمازون وفروعه العديدة بالإضافة إلى الغابات الاستوائية الممطرة التي تحيط به عجيبة من عجائب العالم الطبيعية. ونهر الأمازون هو أطول أنهار أمريكا الجنوبية وثاني أنهار العالم طولاً بعد النيل، ويبدأ من جبال الإنذيز فى بيرو بالقرب من الحيط الهادئ ثم ينساب لمسافة تقرب من 3977 ميلاً (6400 كيلومتر) عبر القارة مستقبلاً المياه من أكثر من ألف فرع قبل أن يصب في المحيط الأطلنطي.
والمساحة التي يرويها الأمازون أكبر من أي مساحة تروى بنهر آخر، وإنه يجمع حوالي خمس المياه التي تجري على سطح الأرض، وحجم ما به من المياه يعادل أربعة أضعاف نهر زائير وعشرة أضعاف نهر المسيسيبى إذ تقدر كمية المياه المناسبة منه بحوالى 186000 متر مكعب في الثانية الواحدة.
وفي الحقيقة فإن النهر يطلق عليه اسم الأمازون فقط عندما يتحد مع نهر (ريو نيجرو) في وسط البرازيل. ويسمى النهر من منبعه إلى (اكويتوس) في بيرو نهر المارانون ومن هناك وحتى نهر مانوس في البرازيل حيث يلتقى مع (ريو نيجرو) يسمى (سوليموس).
وتستطيع السفن الإبحار في نهر الأمازون إلى 2300 ميل حتى تصل إلى (اكويتوس).
وتعتبر (مانوس) من أكبر موانيها حيث تبعد 994 ميلاً عن المحيط الأطلنطي.
وتمتد الغابات الأمازونية من المستنقعات بالقرب من الشاطئ الأطلنطي للبرازيل إلى خط الأشجار في الإنديز في الغرب، فهي تحتل مساحة أكبر من أوربا، إذ يبلغ حوالى 2.7 مليون مربع (7 مليون كيلومتر مربع)، وتحتوي الغابات على أنواع كثيرة من الأشجار لدرجة أن علماء النبات عدوا 60 صنفاً من الأشجار العملاقة في الميل المربع الواحد. وتحت هذا الغطاء الكثيف من الأشجار والذي يتكون من أشجار السيبة (وهي أشجار استوائية عملاقة) وغيرها من الأشجار، تنمو أشجار صغيرة تحب الظل، وغالباً ما تتشابك مع أنواع عديدة من النباتات. مناطق كثيرة من تلك الغابات كهوف لا تعرف ضوء الشمس، بل ولم يصل إليها إنسان حتى الآن!!
وتكثر الحشرات والحيوانات والطيور في غابات الأمازون، ويوجد أكثر من 8 ألاف نوع من الحشرات، حيث تم تجميعها وتصنيفها، والكثير منها لا يزال بدون تصنيف، وتتجمع الفراشات بالآلاف في مناظر غير عادية على الرمال الرطبة قريباً من ضفاف النهر أو في الجزر لتغطى مساحات شاسعة. ومن بين الحيوانات توجد القرود بكثرة، حيث يصطاد الهنود ويأكلونها، والمدرعات، وأكل النحل، والثعابين العملاقة الخانقة، والغزال. أما الطيور فمنها الببغاء الملون وأبو قردان القرمزي.
ويعيش في النهر 2000 نوع من الأسماك، منها العديد من الأسماك الملونة الصغيرة. أما الكبيرة فمنها الأسماك الكهربائية وسمك السلور العملاقة، والسلاحف المائية والتماسيح الضخمة وثعابين الأناكوندا والتي يطبخها الهنود وتعتبر وجبة شهية لديهم.
وتعتبر غابات الأمازون بمثابة رئة العالم الذى تمده بنحو نصف الأكسجين الموجود بالغلاف الجوي، وأيضاً تمتص غاز ثانى أكسيد الكربون من خلال عمليات التمثيل الضوئى للنبات.
إن الأشجار والنباتات والحيوانات في الأمازون تصنع توازناً بيئياً دقيقاً معقد التركيب، فالتربة الأرضية رقيقة وغير خصبة ولكن سرعان ما تتحلل المواد العضوية ويتكون الطمي. تدخل الإنسان يمكن أن يخل بالموازين الطبيعية للغابة، والأمريكيون الهنود الذين عاشوا هناك ملايين السنين هم جزء من هذا الميزان، وهم يعيشون حياة بسيطة تعتمد على الصيد والقليل من الزراعة. أما المحاولات الحديثة التى ترمى إلى استنفاد الموارد الأمازونية وإزالة الغابات واستبدالها بمساحات زراعية أخرى ، فلا تخلو من تأثيرات ضارة ليست على المنطقة وحدها، وإنما على العالم كله!!